محافظة حجة

"النقد مقابل العمل" آلية إنسانية لإعادة تأهيل طريق "بيت الشقة



قبل رصف طريق باب الشقه، كان الأهالي ينقلون مرضاهم واحتاجتهم على اكتافهم أو فوق الحمير
في العام ٢٠٠٨ وصلت سيارة دفع رباعي إلى قرية بيت الشقه بمديرية كعيدنة - محافظة حجة، لكنها كانت المرة الاخيرة التي تصل فيها سيارة للقرية، فالطريق الجبلي ذات الطبيعة الوعرة انقطع بعد ان جرفتها السيول وتساقط الأحجار وغياب الصيانة، لتبدأ معها معاناة سكان القرية.
 
يتذكر محمد شقه جانب من معاناته جراء انقطاع الطريق بالقول:" عندما مرضت والدتي  حملها أهالي القرية في هودج على اكتافهم من أسفل الجبل حتى وصلوا للخط الازفلتي، كانت تنتظرنا سيارة لاسعافها المستشفى، لكنها للأسف توفيت لنعيدها على اكتاف الرجال مرة اخرى حتى وصلنا للمنزل".
 
رغم قرب طريق بيت الشقه من طريق كعيدنة  الازفلتي، لكن طبيعة المنطقة الجبلية ذات التضاريس الوعرة وغياب الصيانة أدى الى تفاقم مشكلتها الى ان تم اغلاقها جراء السيول وعوامل التعرية.
 
قال رئيس اللجنة المجتمعية في قرية بيت الشقه عبدالله دحيم:" قبل 15 عاما عبرت آخر سيارة من هذه الطريق، تحمل الأهالي مشقة نقل مرضاهم واحتياجتهم الغذائية ومتطلبات معيشتهم على اكتافهم أو على ظهور الحمير، هذا وضع لايمكن تحمله".
بتمويل من صندوق التمويل الإنساني لليمن (YHF)، تدخلت المؤسسة الوطنية للتنمية والاستجابة الإنسانية (NFDHR) لإعادة تأهيل طريق بيت الشقه من خلال آلية النقد مقابل العمل، وشارك 43 مستفيدا من أبناء القرية في إصلاح ورصف الطريق.
تولت المؤسسة توفير متطلبات العمل من احجار وأسمنت وأدوات السلامة وغيرها ، وخلال ثلاث دورات من أنشطة النقد مقابل العمل تم رصف 175 متر مربع بالاحجار في المناطق الاكثر وعورة وصعوبة في الطريق وإقامة جدران ساندة لها.
 
خلال فترة العمل عملت المؤسسة على تشجيع المبادرات المجتمعية في قرية بيت الشقه، ليتولى الأهالي العمل خلال فترة التوقف في رصف مناطق أخرى من الطريق.
 
في منتصف شهر ديسمبر ٢٠٢٣، عادت الحياة لتدب في القرية ووصلت السيارات من جديد إلى مشارف القرية، وهي النقطة التي كانت عملية الرصف ما تزال مستمرة فيها بمبادرة مجتمعية لاكمال رصف الطريق.
يؤكد دحيم أن جزء كبيرة من مشكلة الطريق قد حلت، ووصلت السيارة إلى مشارف القرية، لكن هناك عمل كبير الاهالي للمحافظة على الطريق، واستكمال مجرى مياه الامطار على جانب الطريق لحمايتها من الانجراف مرة أخرى وصيانتها أولا بأول.